لطف الله تعالى بعباده عند ورود أحكامه

اعلم ان الحق سبحانه اذا اراد ان يقوى عبدا على ما يريد ،ألبسه من انوار وصفه وكساه من وجود نعته ،فتنزلت الاقدار وقد سبقت اليه الانوار ،فكان بربه لا بنفسه ،
فإنما يعينهم على حمل الاقدار ،ورود الانوار
وان شئت قلت :انما يعينهم على حمل الاحكام ،فتح باب الافهام .
وان شئت قلت :انما يعينهم على حمل البلايا ،واردات العطايا .
وان شئت قلت :انما يعينهم على حمل اقداره ،شهود حسن اختياره .
ونتكلم الان على القسم الاول وهو "فإنما يعينهم على حمل الاقدار ،ورود الانوار " ،وذلك ان الانوار الايمانية اذا وردت كشفت للعبد عن قرب الحق سبحانه وتعالى منه ،وان هذه الاحكام لم تكن الا عنه فكان علمه ان الاحكام من سيده سلوة له وسبب لوجود صبره الم تسمع لما قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :واصبر لحكم ربك فغنك بأعيننا "
اى ليس هو حكم غيره فيشق عليك بل هو حكم سيدك القائم باالاحسان اليك ،ونضرب لذلك مثلا :لو أن انسانا فى بيت مظلم فضرب بشيئ ولا يدرى من الضارب له ،فلما أدخل المصباح نظر فإذا من ضربه هو ابوه او استاذه او ابنه الصغير ،عندها يصبر ولا يسخط لان ابوه يحبه وابنه كذلك واستاذه يريد له الخير ،
كذلك العبد اذا انفتحت بصيرته بانوار الايمان ،علم ان هذا البلاء الذى نزل به انما هو من ربه الرحيم وسيده الودود الكريم عندها يسكن العبد
لقضاء سيده ويصبر على حكمه ،
ونكمل الحديث فى المرة القادمة ان شاء الله